^_^

^_^

الأربعاء، 10 ديسمبر 2014

نشأة التفسير وتطور

                                                         
                   
                                  
   نشأة التفسير وتطوره


-ابتداء هذه المرحلة :

-تبداء المرحلة التالية للتفسير من مبدأ ظهور في عهد النبي صلى الله عليه وسلم حتى عصر التدوين.
-وكان التفسير قبل ذلك يتناقل بطريق الرواية,فالصحابة يروون عن رسول الله عليه وسلم,كما يروي بعضهم عن بعض.والتابعون يروون عن الصحابة,كما يروي بعضهم عن بعض وكذلك في عهد التدوين.
-الآن سنبين بالتفصيل عن :


 ۱)التقسير في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
۲)التفسير في عهد الصحابة.
۳)التفسير في عهد التابعين.
۶)التفسير في عصور التدوين.
                            

  التفسير في عهد النبي صلى الله عليه وسلم :
-نزل القرآن الكريم بلغة العرب وعلى أساليب بلغاتهم.فكانوا يفهمونه,ويدركون أغراضه ومراميه,وإن تفاوتوا في هذا الفهم والإدراك,تبعا لاختلاف درجاتهم العلمية,ومواهبهم العقلية.

-دليل من القرآن والحديث :

۱)وكان الصحابة رضوان الله عليهم,إذا أشكل عليهم معنى من معاني القرآن,لجئوا إلى رسول الله عليه وسلم فيوضحه لهم,ويبينه,كما قال تعالى :( بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُوْنَ.) (النحل :۶۶)

۲)فمن ذلك ما رواه أحمد والشيخان وغيرهم عن ابن مسعود قال :لما نزلت الآية : (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ) (الانعام :۸۲)
قال مسروق :جلست أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فوجدتهم كإخاذ,فالإخاذ يروي الرجل, والإخاذ يروي الرجلين, والإخاذ يروي العشرة, والإخاذ لو به أهل الأرض لأصدارهم,فوجدت عبد الله بن مسعود من ذلك الإخاذ.

۳)وما رواه الترميذي وابن حبان,أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :(الصلاة الوسطى صلاة العصر).
-والحق أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الكثير من معاني لأصحابه كما تشهد بذلك كتب الصحاح,ولم يبين كل معاني القرآن لأن من القرآن ما استأثر الله تعالى بعلمه,ومنه ما يعلمه العلماء :ومنه ما تعلمه العرب من لغاتهم,ومنه يعذر أحد في جهالته.

-ولعل الروعة الدينية لهذا العهد,والمستوى العقلي لأهله,ووضوح حاجات حياتهم العلمية,وتطبيق الرسول صلى الله عليه وسلم للقرآن تطبيقا علميا في حياته,حتى قالت عائشة :كان خلقه القرآن,كل هذا جعل حاجتهم إلى التفسير غير كبيرة,خصوصا أنهم كانوا يعيشون في معاني القرآن,ويتسابقون إلى العمل بآياته قبل أن يحفظوا الجديد منها,إلى جوار بيان الرسول صلى الله عليه وسلم لمجمل القرآن,وتوضيحه لمشكله, وتخصيصه لعامه,وتقييده لمطلقه,فمن ذلك بيانه لمواقيت الصلوات الخمس وعدد ركعاته وكيفيتها,وبيانه لمقادير الزكاة وأوقاتها وأنواعها,وبيانه لمناسك الحج.


     التفسير في عهد الصحابة :

-وكان الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين.وإذا لم يجدوا التفسير في كتاب الله تعالى,ولم يتيسر لهم أخذه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم,رجعوا في ذلك إلى اجتهادهم وإعمال رأيهم,وساعدهم على التفسير أنهم عاشوا فترة نزول الوحي مع النبي,فعرفوا أسباب النزول,وأدركوا ما أحاط بالقرآن من ظروف وملابسات تعين على فهم كثير من الآيات.

-غير أن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا متفاوتين في قدرتهم على تفسير القرآن,تبعا لمقدار سماعهم التفسير من رسول الله ولمقدار ما شاهدوا من أسباب النزول,ولمدى ما فتح الله عليهم من طريق الرأي والإجتهاد,قال تعالى :(يُؤْتِى الْحِكْمَةَ مَن يَشَآءُ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِىَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّآ أُوْلُواْ الْأَلْبَبِ) (البقرة :۲٦۹).

-قال السيوطي في الاتقان :(ولقد اشتهر بالتفسير من الصحابة :الخلفاء الأربعة,وابن مسعود,وابن عباس,وأبي بن كعب,وزيد بن ثابت,وأبو موسى الأشعري,وعبدالله بن الزبير.

-وهناك من تكلم من الصحابة في التفسير كأبي هريرة (ت ۵۷ه),وجابر بن عبد الله (ت ۷۶ه),وعبد الله بن عمر (ت۷۳ه),وعبد الله بن العاص (ت ٦۳ه),وأنس بن مالك (ت ۹۱ه),وغير أن ما نقل عنهم في التفسير قليل جدا بالنسبة للعشرة الذين ذكرهم السيوطي.

ميزات التفسير في عهد الصحابة :
۱)لم يفسر القرآن كله,لأن الصحابة رضوان الله عليهم لقرب عهدهم بالوحي ومعاصرتهم لنزوله لم يكونوا بحاجة إلى أن يفسروا من القرآن إلا ماغمض عليهم إذ كلما ابتعد الناس عن عصر النبي صلى الله عليه وسلم كانوا أكثر حاجة لتفسير القرىن الكريم.
۲)قلة الاختلاف بين الصحابة في فهم معانيه –لأن عقيدتهم كانت نقية واتجاهاتهم كانت موحدة وأفكارهم متقاربة وخالية من التكلف والشطط.
۳)وكان التفسير في هذه المرحلة جزءا من الحديث النبوي وفرعا من فروعه.
۳)لم يكن التفسير مرتبا حسب النزول بل كانت تفاسيرهم متناثرة كما كان الشأن في رواية الحديث.
۶)خلو تفسيرهم من المذاهب الكلامية.


  التفسير في عهد التابعين :

-لم يدون التفسير في عهد الصحابة,لقرب العهد برسول الله صلى الله عليه وسلم,ولقلة الاختلاف والتمكن من الرجوع إلى الثقات.

-فلما انقضى عصر الصحابة أو كاد,وصار الأمر إلى تابيعهم,انتشر الإسلام واتسعت الأمصار وتفرقت الصحابة في الأقطار,وحدثت الفتن واختلفت الآراء,وكثرت الفتاوي والرجوع إلى الكبراء,فأخذوا في تدوين الحديث والفقة وعلوم القرآن.

-فأول ما دونوه من العلوم التفسير,ومن أقدم التفاسير تفسير أبي العالية رفيع بن مهران الرياحي (ت ۹۰ه),ومجاهد بن جبر (ت۱۰۱ه) ثم تفسير عطاء بن أبي رباح (ت۱۱۶ه)ثم تفسير محمد بن كعب القرظي (ت۱۱۷ه).

-وقد انقسمت جماعة المفسرين إلى ثلاث مدارس :

۱) مدرسة مكة,وأصحابها  تلاميذ عبدالله بن عباس رضي الله عنهم ومنهم :
-أبو الحجاج مجاهد بن جبر المكي المتوفي سنة ۱۰۱ه,حكى عن نفسه أنه عرض القرآن على ابن عباس ثلاثين مرة,وقد اعتمد على تفسيره الشافعي والبخاري.وعكرمة مولى ابن عباس المتوفي سنة ۱۰۵ه,وطاووس بن كيسان اليماني المتوفي بمكة سنة ۱۰٦ه,وعطاء بن أبي رباح المكي المتوفي سنة ۱۱۶ه.

۲)مدرسة العراق,وأصحابه تلاميذ ابن مسعود ومنهم :
-مسروق بن الأجدع الكوفي المتوفي سنة ٦۳ه.والأسود بن يزيد المتوفي سنة ۷۵ه.وعلقمة بن قيس المتوفي سنة ۱۰۲ه.وعامر الشعبي المتوفي سنة ۱۰۵ه,وقتادة بن دعامة السدوسي البصري المتوفي سنة ۱۷۷ه.والحسن البصري المتوفي سنة ۱۲۱ه.

۳)ومدرسة المدينة,ورجالها تلاميذ أبي بن كعب,وأصحاب زيد بن أسلم المتوفي سنة ۱۳٦ه.ومنهم :
-أبو العالية رفيع بن مهران الرياحي المتوفي سنة ۹۰ه,ومحمد بن كعب المتوفي سنة ۱۱۸ه,ومحمد بن كعب القرظي المتوفي سنة ۱۱۸ه.

-التفسير في عهد التابعين خرجنا بالنتائج الآتية :
۱)ظهرت تفاسير شاملة لأكثر آيات القرآن.
۲)زاد الخلاف نسيبا في فهم معاني القرآن عما كان في عصر الصحابة.
۳)ظهر تفسير لكل آية ولكل لفظة.
۶)زاد الخلاف المذهبي حول الآيات مثل تفسير قتادة والحسن البصري حول القدرة.
۵)دون التفسير.
٦)استقل التفسير في كتب مستقلة وإن ظل في شكل رواية الحديث.
۷)كثر الرجوع إلى أهل الكتاب ودخل في التفسير كثير من الإسرائيليات وذلك لكثرة من دخل من أهل الكتاب في الإسلام وتساهل التابعين في الاستماع إليهم.

مزايا التفسير في عهد التابعين :
-للتفسير في هذا العهد ميزات ومآخذ.فمن ميزاته :

۱)أنه ظل محتفظا بطابع التلقي والرواية.

۲)كان يغلب على روايات التفسير تسلسل أسانيدها إلى علماء البلد الواحد بمعنى أن تلاميذ مكة كانوا يتلقون عن مدرسة,وكذا الحال في المدينة والكوفة مما سبب  إضفاء صبغة خاصة على كل مدرسة ميزتها عن غيرها.

۳)انفصل في هذه الفترة الحديث عن التفسير,إذ كان التفسير ينقل مع أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم.أؤكد هذا رغم أن أكثر المتأخرين يرون أن النفصال تم في نهاية القرن الثاني.وأستدل على ماذهبت إليه بتلك التفاسير المحققة والكاملة التي وصلتنا عن التابعين :أمثال مجاهد,فتفسيره مطبوع محقق-وسفيان الثوري,وتفسيره مطبوع محقق وزيد بن أسلم وتفسيره مخطوط...وكلها مرتبة حسب سور القرآن وآياته وغير متضمنة إلا ما يتعلق بالتفسير.

۶)ليس من الضروري أن يكونوا قد فسروا كل الآيات ولكنهم رتبوا ما فسروه حسب ترتيب المصحف وجعلوه بين دقتين وأصبح أكبر حجما عما كان عليه في عهد الصحابة.


  التفسير في عصور التدوين :

-بدأ التدوين في أواخر عهد أمية,وأوائل عهد العباسيين,وحظى الحديث بالنصيب الأول في ذلك,وشمل تدوين الحديث الأبوابا متنوعة,وكان التفسير بابا من هذه الأبواب,فلم يفرد له تأليف خاص يفسر القرآن سورة سورة,وآية آية,من مبدئه إلى منتهاه.

-واشتدت عناية جماعة برواية التفسير المنسوب إلى النبي صلى الله عليه وسلم,أو إلى الصحابة,أو إلى التابعين,مع عنايتهم بجمع الحديث,وفي مقدمة هؤلاء :يزيد بن هارون السلمى المتوفي سنة ۱۱۷ه,وشعبة بن الحجاج المتوفي سنة ۱٦۰ه,ووكيع بن الجرح المتوفي سنة ۱۹۷ه,وروح بن عبادة البصرى المتوفي سنة ۲۰۵ه,وعبد الرزاق بن همام المتوفي سنة ۲۱۱ه,وآدم بن أبى إياس المتوفي سنة ۲۲۰ه,وعبد بن حميد المتوفي سنة ۲۶۹ه.

-جاء بعد هؤلاء من أفرد التفسير بالتأليف وجعله علما قائما بنفسه منفصلا عن الحديث,ففسر القرآن حسب ترتيب المصحف,وذلك كابن ماجه المتوفي سنة ۲۷۳ه,وابن جرير الطبرى المتوفي سنة ۳۱۰ه,وأبو بكر بن المنذر النيسابورى المتوفي سنة ۳۱۸ه,وابن أبي حاتم المتوفي سنة ۳۲۷ه,وأبو الشيخ بن حبان المتوفي سنة ۳٦۹ه,والحاكم المتوفي سنة ۶۰۵ه,وأبو بكر بن مردوية المتوفي سنة ۶۱۰ه.

-تفاسير هؤلاء مروية بالإسناد إلى رسول الله,وإلى الصحابة والتابعين,وأتباع التابعين مع الترجيح أحيانا فيما يروي من آراء,واستنباط بعض الأحكام,والإعراب عند الحاجة,كما فعل ابن جرير الطبري.
-ثم جاء على أثر هؤلاء جماعة من المفسرين لم يتجارزوا حدود التفسير بالمأثور,ولكنهم اختصروا الأسانيد,وجمعوا شتات الأقوال دون أن ينسبوها إلى قائليها,وبهذا التبس الأمر,ولم يتميز الصحيح من السقيم.

-اتسعت العلوم,وتم تدوينها,وتشعبت فروعها,وكثر الاختلاف,وأثيرت مسائل الكلام,وظهر التعصب المذهبي,واختلطت علوم الفلسفة العقلية بالعلوم النقلية,وحرصت الفرق الإسلامية على دعم مذهبها فأصاب التفسير من هذا الجو غباره,وأصبح المفسرين يعتمدون في تفسيرهم على الفهم الشخصى,ويتجهون اتجاهات متعددة,وتحكمت فيهم الاصطلاحات العلمية,والعقائد المذهبية,والثقافة الفلسفية,واهتم كل واحد من المفسرين بحشوة بما برز فيه من العلوم الأخرى,فصاحب العلوم العقلية يعنى في تفسيره بأقوال الحكماء والفلاسفة كفخر الدين الرازي.

-هذا مع علوم النحو والصرف والبلاغة,وهكذا أصبحت كتب التفسير تحمل في طياتها الغث والثمين,والنافع والضار,والصالح والفاسد,وحمل كل مفسر آيات القرآن ما لا تتحمله,انتصارا لمذهبه,وردا على خصومه,وفقد التفسير وظيفته الأساسية في الهداية والإرشاد ومعرفة أحكام الدين.

-وبذلك طغى التفسير بالرأي على التفسير بالأثر,وتدرج التفسير في العصور المتتابعة على هذا النمط,بنقل المتأخر عن المتقدم,مع الاختصار تارة,والتعليق أخرى,حتى ظهرت أنماط جديدة في التفسير المعاصر,حيث عني بعض المفسرين بحاجات العصر,وتناولوا في تفسيرهم الكشف عما تضمنه القرآن الكريم من أسس الحياة الاجتماعية,ومبادي التشريع,ونظريات العلوم كتفسير الجواهر,وتفسير المنار,والظلال.




        
                                                                                                                       





هناك تعليق واحد:

  1. Gambling in USA: Where to legally gamble online at NJ casinos
    But in 김천 출장안마 New Jersey, the state has gone far enough to create 익산 출장안마 legal and mobile-friendly online 부산광역 출장안마 casinos that are Does NJ online 울산광역 출장샵 casinos offer a legal gambling age?Are legal in 대구광역 출장샵 New Jersey?

    ردحذف