^_^

^_^

الأربعاء، 10 ديسمبر 2014

الترجمة المعنوية





الترجمة المعنوية


         يقودنا الحديث عن لغة القرآن وإعجازه إلى حديث عن ترجمة القرآن بلغة غير لغته. إذ مفهوم الترجمة كما يقول لسان العرب هي نقل الكلام بلغة غير لغته, فترجمة وترجم عنه إذا فسر كلامه بلسان آخر, كما أن الترجمان – بالضم والفتح – هو الذي يترجم النلام أي ينقله من لغة إلى أخرى. والآن ننتقل إلى قسم الترجمة الثانية وهي الترجمة المعنوية أو الترجمة التفسيرية. و ما يلي البيان عنها :-


-      مفهوم الترجمة المعنوية

·       الترجمة المعنوية هي التي لا تراعي فيها تلك المحاكاة للأصل , بحيث يعمد المترجم إلى المعنى الذي يدل عليه الأصل فيصبه في قالب من اللغة الأخرى, موافقا لمراد صاحب الأصل دون استبدال كل مفرد بنظيره.
·       وفي مفهوم الأخرى, الترجمة المعنوية هي شرح الكلام وبيان معناه في لغة أخرى دون الحفاظ على نظمه وترتيبه, ودون الإلمام بجميع معانيه المرادة منه.
·       وفي مفهوم الأخرى, الترجمة المعنوية الترجمة الحرة غير المتقيدة بنظام الاصل , ان دعت ضرورة الايفا بالمعنى الى مخالفة النظم ـ فهو امر معقول , و تختلف عن الترجمة الحرفية بوفائها بتمام المراد, و ان كانت توافقها في الامرين الاولين (انتقاد دلائل الاعجاز و المميزات اللفظية التي كانت في الاصل , و عدم اجـرا احكام القرآن عليه ) اماالوفا بالمعنى تماما فهو الامر الذي يختص به هذا النوع من الترجمة الحرة , على شريطة الدقة و الاحاطة , بتمام جهات المعنى المقصودة من الكلام .

-      بداية التفكير في الترجمة

     لم تثر مسألة ترجمة القرآن الكريم.لهدف غير الصلاة.وبشكل مستقل إلا في القرن المنصرم.
     وكانت أول مرة تثار فيها هذه المسألة سنة 1925 حينما حصلت نسخة من القرأن الكريم إلى مصر مترجمة إلى اللغة الإنجليزية فمنع الأزهر دخولها للبلاد وأمر بإحراقها.
     وثار حول هذا الموضوع نزاع طويل, وهذه الترجمة تحمل عوامل رفضها في ذاتها لأن المترجم هو محمد علي القادياني أحد أتباع ميرزا غلام أحمد القادياني, وقد ضمن ترجمة حواشي تفسيرية وتحريفات فاحشة ليثبت أن غلام أحمد كان مجددا ومهديا, ومسيحا موعودا.
     وقد انتقل سلسلة الترجمة إلى العصر الذي بعدها بالتاريخ الخاصة.

·       حكم ترجمة القرآن حسب المعاني
     إذا يريد بترجمة القرآن المعنى اللغوي الأول,
     وإذا يريد بترجمة القرآن : تفسيره بلغة العربية – وهو المعنى اللغوي الثاني للترجمة – فلا شك في جوازه بالمعنى اللآنف. وقد طلب الله من نبيه أن يبين القرآن للناس (وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) (النحل 44) وقد اقتدى الصحابة بالنبي في ذلك وبينوا معاني القرآن , ثم سار المسلمون على نفس النهج ففسروا القرآن خلال العصور.
  وإذا يريد بالترجمة : تفسير القرآن بلغة غير لغته – وهو المعنى اللغوي الثالث للترجمة- أي بلغة عجمية – غير عربية – فلا ريب في جواز ذلك إيضا لمن لا يحسن العربية. لأنه يجرى في حكمه مجرى تفسيره بلسان عربي لمن يحسن العربية,فكلاهما عرض لما يفهمه المفسر من كتاب الله بلغة يفهمها مخاطبة.لا عرض لترجمة القرآن نفسه وكلاهما حكاية لما يستطاع في المقاصد والمعاني لا حكاية لجميع المقاصد : وتفسير القرآن يكفي في تحققه أن يكون بيانا لمراد الله تعالى بقدر الطاقة البشرية, ولو جاء على احتمال واحد.

-       حكم الترجمة المعنوية

     أما ترجمة معاني القرآن أو الترجمة التفسيرية فلا ريب بجوازها بل قل وجوبها إذا كان لا يتم التبليغ للقرآن إلا بها, وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.

     يقول شيخ زاده في حاشيته على تفسير البيضاوي وذلك بصدد تفسيره للآية : -

قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا(الأعراف 158)

     وما أنزل إليه عليه الصلاة والسلام بلسان العرب خاصة,فكيف يخرج به جميع الناس من ظلمة الكفر إلى نور الإيمان فأجاب عنه بقوله: وما أرسلنا من رسول إلى الأمم التي اختلفت ألسنتهم إلا بلغة قومه الذين هو منهم, إذ لا حاجة إلى أن ينزل إلى كل قوم كتاب ملتبس بلغة أولئك القوم, لأن ذلك ينوب ويكفى عن التطويل اللازم من ذلك,فإذا أنزل بلسان واحد من الأقوام كان أولى الألسنة لسان قوم الرسول, لأن قومه أقرب الناس إليه,فكان حقهم عليه أقدم, وكان الأولى أن يدعوهم إلى الحق أولاو وينذرهم عن المخالفة والعصيان, حتى إذا فهموا منه يبينون ما أرسل به إليهم ويترجمون لغيرهم ما فهموه, فتنتشر دعوته بذلك إلى أطراف العالم.
  
والترجمة المعنوية فهي جائزة في الأصل لأنه لا محذور وقد تجب حين تكون وسيلة إلى إبلاغ القرآن والإسلام لغير الناطقين العربية, لأن إبلاغ ذلك واجب. وما لم يتم الواجب إلا به فهو واجب.

     ولكن يشترط لجواز ذلك شروط :-

الأول : أن لا تجعل بديلا عن القرآن بحيث يستغنى بها عنه, وعلى هذا فلا بد أن يكتب القرآن باللغة العربية وإلى جانبه هذه الترجمة لتكون كالتفسير له.

الثاني : أن يكون المترجم عالما بمدلولات الألفاظ في اللغتين المترجم منها وإليها وما تقتضيه حسب السياق.

الثالث : أن يكون عالما بمعاني الألفاظ الشرعية في القرآن.

الرابع : أن يكون موثوقا.ولا تقبل الترجمة للقرآن الكريم إلا من مأمون.

     ولا تقبل الترجمة القرآن الكريم إلا من مأمون عليها, بحيث يكون مسلما مستيقما في دينه.     فالشروط الأولى لحكم الترجمة إذا أراد الإنسان أن يترجم هي ثلاثة.

     ويجدر بنا أن ننوه إلى أن الترجمة ضرورة لنا من أجل إبلاغ ديننا الذي لا يتأتي بدونها, وقد مارسها اجدادنا الأوائل بحال من الاحوال. فكان منهم من وضع القواعد والأسس للغة القرآن , وما أفضل ما قاله الإمام ابن حجر : " إن العربي هو من تكلم العربية وإن كان من العجم والأعجمي هو من تكلم غير العربية وإن كان من العرب" .







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق